الدين والإنسان.. أي علاقة؟/ بقلم: يحظيه ولد عبد العزيز

الدين لغة:الطاعةوقددنته ودنت له أي :أطعته قال عمرو بن كلثوم:وأيامالناغراكراما*عصيناالملك فيهاأن ندينا.  قال فى القاموس:الدين بالكسر:الجزاء والعبادة والمواظب من الأمطاروالطاعة والذل والحساب ٠٠٠والدين :وضع إلهي يرشد إلى الحق من الاعتقادات والخيرفى السلوك والمعاملات كمايعرفه بعضهم ٠قال ابن الجوزى رحمه الله :قال شيخناعلى عبيدالله:الدين مالتزمه الإنسان وحده غيره فقال :الدين قول إلهى رادع للنفس يقومهاويمنعهاعن الإسترسال فيماطبعت عليه٠”ويقول معجم لاروس للقرن العشرين:إن الغزيرة الدينية مشتركة بين كل الأجناس من البشرية حتى أشدهاهمجية وأقربهاإلى الحياة الحيوانية٠٠٠وأن الإهتمام بالمعنى الإلهى وبمافوق الطبيعة هو إحدى النزعات العالمية الخالدة٠ويقول الفيلسوف الفرنسى هنرى برغسون:لقدوجدت وتوجدجماعات إنسانية من غيرعلوم وفنون وفلسفات ولكنه لم توجدقط جماعة بغيرديانة”ويقول عالم النفس أريك فروم:أن الحاجة الدينية مغروسة فى الشروط الإنسانية لوجودالنوع الإنسانى”.       قال الشاطبى فى الموافقات:”فإن عارض إحياؤها-أي النفس-إماتة الدين كان إحياء الدين أولى وإن أدى إلى إماتتهاكماجاء فى جهادالكفاروقتل المرتدوغيرذالك”٠٠٠وفى دائرة الضرورات يراعى ماهومن الضرورات أهم من الآخرلأن هذابمنزلة المكمل فلايحافظ عليه إذاأدى إلى الإخلال بماهوأهم منه فالجهاديؤدى إلى هلاك النفس والحفاظ على النفس أمرضروري إلاأنه يهدرفى سبيل المحافظة على الدين فنهدرحكم المحافظة على النفس فى سبيل المحافظة على الدين “ويلخص العزبن عبدالسلام رحمه الله مهمة الخلق بقوله:الحمدلله الذى خلق الإنس والجن ليكلفهم أن يوحدوه ويعبدوه ويقدسوه ويحمدوه ويشكروه ولايكفروه ويطيعوه وينصروه فأمرهم بالمعاونة على البروالتقوى وحثهم على الإقتداء والإتباع كمازجرهم عن الإختلاف والإبتداع وكذالك أمرهم بتحصيل مصالح إجابته وطاعته ودرءمفاسدمعصيته ومخالفته إحساناإليهم وإنعاماعليهم”٠   قال قتادة وغيره من المفسرين فى قوله تعالى :(إن الدين عندالله الإسلام):والإسلام شهادة أن لاإله إلاالله والإقراربماجاء من عندالله الذى شرع لنفسه وبعث به رسله ودل عليه أولياءه لايقبل غيره ولايجزى إلابه٠”قال ابن القيم :وأصل الإنسان وفلاحه  فى معاشه ومعاده تصديق الخبروطاعة الأمركماأن أصل فساده وشقائه فى معاشه ومعاده الشبهات والشهوات”قال الشاطبى رحمه الله :”ومعلوم أن الشريعة وضعت لمصالح الخلق بإطلاق”٠وقال حجة الإسلام أبوحامدالغزالى رحمه الله:”إن مقاصدالخلق مجموعة فى الدين والدنياولانظام للدين إلابنظام الدنيافإن الدنيامزرعة الآخرة وهي الآلة الموصلة إلى الله عزوجل لمن اتخذهاآلة ومنزلالمن يتخذهامستقراوموطنا”٠ويقول ابن تيمية:”معرفة رب العالمين غاية المعارف وعبادته أشرف المقاصدوالوصول إليه غاية المطالب بل هذاخلاصة الدعوة النبوية وزبدالرسالة الإلهية ” وحفظ الدين يقوم على أصلين كمايقول الشاطبى:الأول :حفظ الدين من جانب الوجودوذالك بالمحافظة على مايقيم أركانه ويثبت قواعده٠   الثانى:حفظ الدين من جانب العدم وذالك برفع الفسادالواقع أودفع الفسادالمتوقع٠ويعرف الشاطبى المصالح الضرورية فيقول:أنهالابدمنهافى قيام مصالح الدين والدنيابحيث إذافقدت لم تجرمصالح الدنياعلى استقامة بل على فسادوتهارج وفوت حياة وفى الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين ٠”الموافقات”ويقول أيضا:وأصول حفظ الدين الإيمان والإسلام والإحسان٠٠٠  ويقررالشاطبى كمايقول محمدالزحيلى فى “مقاصدالشريعة”:أن أصول العبادات راجعة إلى حفظ الدين من جانب الوجودكالإيمان والنطق بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج وماأشبه ذالك٠٠٠بل إن الله تبارك وتعالى قدشرح أنواع العبادات وكيفيتهالتنمية الدين فى النفوس وترسيخه فى القلوب وإيجاده فى الحياة والمجتمع ونشره فى أرجاء المعمورة وأووجب الدعوة إليه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور٠”وقدلخص الدكتورمحمداليوبى وسائل حفظ الدين من جانب الإيجاد إلى أربع وسائل وهي أولا:العمل به:من المعلوم أن هذاالدين ماشرعه الله إلاليعمل به لالتحفظ ألفاظه فحسب فالدين اعتقادوعمل والثمرة المرجوة منه لاتتحقق إلابالعمل به فالعمل بالدين أمرمتحتم لابدمنه فمنه ماهوواجب على كل مكلف وهوالمعروف عندالأصوليين بالواجب العينى ومنه ماهوواجب على الجميع ويسقط بفعل البعض وهوالمعروف بالواجب الكفائى والقدرالمشترك فى ذالك هوأنه لابدمن القيام بالواجب سواء كان القائم به واحدايكفى عن الأمة أوكل فردفى الأمة فبالمحافظة على الواجبات يحفظ الدين لأن هذه الواجبات دعائم الدين وأركانه واسسه٠ثانيا:الحكم به:الحكم بالدين ضرورة من ضروريات حفظه ويكون ذالك من عدة وجوه :إن الحاكم به يحفظ الدين فى خاصة نفسه لأن الله عزوجل نفى الإيمان عمن لم يحكم بماأنزل الله ووصفه بضده فقال تعالى :(فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيماشجربينهم ثم لايجدوافى أنفسهم حرجامماقضيت ويسلمواتسليما)وقوله تعالى :(ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون) إنه يحفظ الدين فى مجتمعه وذالك بإظهارأحكام الإسلام وشعائره وإقامة حدوده وجعله مهيمناعلى الحياة كلهاممايتناسب مع حقيقة هذاالدين ومقاصده ومن المعلوم مايحققه ذالك للدين بترسيخ مفاهيمه فى النفوس وتحقيق مقاصده من العدل وتحقيق المصالح ودرء المفاسد٠٠٠إن الحكم بالدين وتطبيق أحكامه يسدالباب على أهل الأهواء المنحرفة والمذاهب الهدامة والأفكارالضالة ويمنعهم من نشرمبادئهم وإظهارأمرهم لأنهم إذاعلمواانهم فى دولة تقيم أحكام الله وتنبذماسواهايحجمون من مقالاتهم الضالة خوفامن العقوبة وحين يبعدالدين ويقصى عن الحكم وتحل محله القوانين الوضعية فإنهم يتمكنون من نشرأفكارهم المسمومة  تحت ستارالبحث العلمى تارة وتحت الحرية الفكرية تارة أخرى ٠ثالثا:الدعوة إليه :الدعوة إلى هذاالدين وظيفة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ومن أجلهاتحملواالمتاعب وصبرواعلى الأذى حتى أظهرالله أمرهم وأعلى شأنهم فلايمكن تصورقيام دين وانتشاره بدون دعوة إليه وبيان لمحاسنه وتوضيح لأحكامه وآدابه وكشف الشبهات عنه٠٠٠وتتلخص أهمية الدعوة فى الحفاظ على الدين كالآتى:فى الدعوة إلى الله تعليم الجاهل فهناك من لم يسمع بهذاالدين بالمرة فالدعوة تبين له حقيقة الدين وفى الدعوة كشف للشبهات التى تثارحول الدين وإظهارالحقيقة الناصعة للدين ليقبل عليه الناس ويؤمنوابه فيكثرأتباعه ويقل أعداؤه وفى الدعوة تفويت الفرصة على أعداء الإسلام الذين ينشرون مذاهبهم الباطلة وأفكارهم الهدامة وفى الدعوة تحقيق لشمول الدين وعمومه فى الزمان والمكان والأشخاص فهذاالدين ليس محدودابزمان ولامكان بل هودين للناس عامة قال تعالى:(وماأرسلناك إلاكافة للناس بشيراونذيرا)٠    محمديحظيه ولدعبدالعزيز

أترك تعليق

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: