اعل ولد محمد فال: الغائب الحاضر!!..
علمت ببالغ الحزن والأسى بوفاة المغفور له الرئيس اعل ولد محمد فال وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم بأخلص التعازي والمواساة إلى الشعب الموريتاني والى كافة أفراد أسرة الفقيد الكريمة وإلي جميع اصدقائه أينما كانوا، متمنيا للجميع الصبر والسلوان وللفقيد الرحمة والغفران، كما أوجه نداء إلي الجميع أطالبهم فيه بالسماح له وبالدعاء له بالرحمة والغفران.
وإن كان المرحوم اعل ولد محمد فال، قد رحل عن دنيانا بصورة مفاجئة، فسيظل حاضرا في اذهان كافة الموريتانيين والمهتمين بها عالميا، كما سيظل خالدا في التاريخ الموريتاني المعاصر كواحد من قلة، كانت اسهاماتهم في هذا التاريخ ايجابية.
لقد سجل المرحوم اعل ولد محمد فال، حضوره البارز المتميز بأحرف من ذهب في التاريخ الموريتاني المعاصر من خلال جميع محطاته ابتداء بدخوله الجيش الموريتاني مرورا بجميع الوظائف التي تقلدها التي كان أخرها رئاسة البلاد ما بين 2005ـ 2007، حيث عرفت الديمقراطية في عهده أوج عزها وكذلك احترام حقوق الانسان وعرفت رواتب الموظفين زيادات لم تعرفها أبدا، كما أشرف علي أنزه انتخابات برلمانية ورئاسية عرفتها موريتانيا منذ استقلالها إلي اليوم، سلم السلطة بعهدها لرئيس منتخب ديمقراطيا بشهادة الجميع.
كما ظل يناضل بعد ذلك ضد من انقلبوا علي هذا الرئيس وسرقوا أحلام الموريتانيين في الديمقراطية والتناوب السلمي علي السلطة، إلى أن وافاه الأجل المحتوم.
وأنصح الذين يرون في رحيل اعل ولد محمد فال، إزاحة كابوس كان يؤرقهم، أن لا يفرحوا لأن الموت مصير محتوم، وعليهم بدلا من ذلك العمل علي تصحيح أخطائهم في حق الوطن والسعي قبل فوات الأوان لما يضمن لهم حب الموريتانيين لهم بعد موتهم وطلب الرحمة لهم، كما أحبوا المرحوم اعل ولد محمد فال، بدل النقمة عليهم واللعنة عليهم وهم في قبورهم وكما يقول المثل: ” العاقل من اتعظ بغيره والأحمق من اتعظ بنفسه”.
رحم الله اعل ولد محمد فال ورحم من قال آمين ودعا لي وله ولجميع المسلمين بالخير وبرفع الظلم عني وعن جميع المظلومين.

العميد والصحفي ماموني ولد المختار